Saturday, April 23, 2011

التطور الحضاري والعمراني في السعودية


كان للتطور العمراني الهائل الذي شهدته معظم مدن المملكة العربية السعودية منذ أكثر من ثلاثة عقود ، دور كبير في زيادة رقعة المدن وامتدادها وكان لهذه السرعة التي واكبت هذا التطور أثرها في عدم ترك المجال الكافي لتحديد وتقنين ملامح التراث العمراني المتميز الجديرة بالمراعاة والأخذ بها والحفاظ عليها لتبقى شاهدة على أصالة وعراقة التراث المعماري في كل منطقة من مناطق المملكة . 

وقد كانت مدينة أبها عاصمة الجنوب واحدة من مدن المملكة ذات التراث المعماري الفريد ، والتي ظلت حتى وقت قريب تحتفظ بتراثها العريق وملامحها المعمارية المتميزة ، حتى تعرضت كغيرها من مدن المملكة لتحديات معمارية كبيرة كنتيجة طبيعية للتغيرات الحادثة في العامل وسرعة التطور التقني على كافة المستويات ، وأصبحت العمارة بتجاذبها اتجاهان متناقضان : الأول يرى ضرورة العودة إلى العمارة المحلية بإصولها وقيمها والاستفادة منها وتطبيقها في عمارتنا الحديثة وهو مايعرف (بالأصالة) ، ويرى أصحاب هذا الاتجاه حتمية العودة إلى القديم بكل ما يحمله من روح التاريخ وأصالة الماضي كموروث إجتماعي وتراث حضاري يجب أن نحافظ عليه ونضيف إليه لتوريثه للأجيال القادمة جيلاً بعد جيل . 

أما الاتجاه الآخر فهو إتجاه يرفع راية التحرر من القديم حيث يرى الداعون إليه أنه يمثل عبئاً ثقيلاً يستحيل العودة إليه ولابد من تخطيه … يحترمونه ولكن لايرجعون إليه !! يدفعهم إلى ذلك ما يرونه من تطور هائل في مجال الإنشاء وتلك التطورات والتغيرات الحادثة في العالم والتي ساهمت في تقديم أنماط وتقنيات حديثة في عالم الإنشاء لم يعرفها المعماري القديم وهو مايعرف (المعاصرة) ، ولهذا فإنهم يرون في هذا الاتجاه دعوة إلى الواقعية المعمارية كما يرونه أيضاً دعوة إلى معماري اليوم أن يتحملوا مسئولياتهم في تقديم إبداع معماري جديد . 

وبين هذين الاتجاهين كانت قضية تأصيل العمارة المحلية في مدينة أبها ، ومحاولة إبداع عمارة ذات أصالة ضمن حدود معطيات وإمكانيات العصر دون رفض لسمات وملامح الأمس بكل ما تحمله من جذور حضارية ، مع الاستفادة من المتغيرات الحادثة في العالم من حولنا وسرعة التطور التقني على كافة المستويات وفي مجال الإنشاء بشكل خاص . 

والبحث المقدم يستعرض سمات وملامح العمارة المحلية في أبها ثم يستعرض أساليب تأصيل العمارة المحلية بها كأحد صور الابداع والتميز في النهضة العمرانية التي تشهدها مدن المملكة .
 
النهضة العمرانية :
 و هي من أوسع النهضات و أبرزها ، فالمشروعات كثيرة و أهمها ـ توسعة المسجد النبوي الذي اعتمد مشروعها في عهد الملك عبد العزيز ، ثم توسعة المسجد الحرام . 
و في عام 1377هـ / 1958م تعرضت البلاد لأزمة مالية و إدارية بسبب الظروف في المنطقة العربية فقرر الملك سعود في رمضان 1377هـ / مارس 1958م منح صاحب السمو الملكي الأمير " فيصل " ولى العهد و رئيس مجلس الوزراء ، سلطات واسعة لرسم سياسة الدولة الداخلية و الخارجية و المالية و الإشراف على تنفيذها و لإعادة النظر في نظام مجلس الوزراء و تعديل ما يجب تعديله من الأنظمة القائمة . 
ثم صدر أمر ملكي برقم 42 و تاريخ 9 شوال عام 1381هـ / 17 مارس 1962م أصبح بمقتضاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل نائباً عن جلالة الملك في جميع شؤون الدولة حال حضوره و حال غيابه .
و في عام 1384هـ / 1964م اعتلت صحة جلالة الملك سعود كثيراً ، فقرر السفر إلى الخارج للعلاج و البقاء هناك ، فأرسل إلى أخيه في اليوم الثاني من رمضان عام 1384هـ الموافق 5 يناير 1965 يعلن فيه تنازله عن الحكم لأخيه " فيصل " و يبايعه ملكاً على البلاد على كتاب الله و سنة رسوله ـ و في شهر ذي الحجة عام 1388هـ / فبراير 1969م توفى الملك سعود بن عبد العزيز في أثينا عاصمة اليونان ، و نقل جثمانه إلى مكة المكرمة حيث صلى عليه في المسجد الحرام ثم نقل في الحال إلى الرياض فدفن في مقبرة العود رحمه الله و غفر له .

خدمة الإسلام و المسلمين

توسعة المسجد الحرام : 
اهتم قادة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز بتحسين و توسعة الحرام المكي الشريف ليواكب الأعداد المتزايدة من الحجاج و العمار فأولى الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله هذا الأمر جل اهتمامه ، فبدأ في عام 1344هـ بترميم وإصلاح جدران و أعمدة وصحن المسجد الحرام ثم أمر ـ رحمه الله ـ بترميم المسجد كاملا عام 1354هـ وبدأ مشروع توسعة المسجد في عهد الملك سعود ـ رحمه الله ـ و بالتحديد في ربيع الآخر 1375هـ وكانت هذه أول توسعة من نوعها منذ ألف وستة و تسعون عاما أي منذ آخر توسعة قام بها الخليفة العباسي المقتدر بالله عام 279هـ . و كانت مساحة المسجد الحرام قبل التوسعة السعودية الأولى حوالي (28) ألف متر مربع وسعة المسجد لا تتجاوز (50) ألف مصل و قد استغرقت التوسعة حوالي 10 سنوات .
 
توسعة خادم الحرمين الشريفين : 
يعد هذا المشروع أكبر مشروع لتوسعة المسجد الحرام منذ 14 قرنا ، حيث وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لهذا المشروع العملاق في 2 صفر 1409هـ الموافق 13/9/1988م ، و يتضمن مشروع التوسعة إضافة جزء إلى مبنى المسجد من الناحية الغربية و الاستفادة من سطح المسجد الحرام الذي تبلغ مساحته (61) ألف متر مربع و بذلك أصبح المسجد الحرام يستوعب ما يقارب المليون و نصف مصل في مواسم الحج و العمرة و رمضان . إضافة إلى ذلك تم بناء مئذنتين جديدتين ليصل عدد مآذن المسجد إلى (9) مآذن الواحدة بارتفاع (89) مترا . 

توسعة و عمارة المسجد النبوي الشريف : 
أولت الدولة منذ عهد الملك عبد العزيز مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم اهتماما خاصا فشملته مشاريع التوسعة و التطور ، و قد كانت التوسعة الأولى التي أمر بها الملك عبد العزيز رحمه الله ـ عام 1370هـ حيث وضع حجر الأساس لهذه التوسعة الملك سعود بيده ببناء (4) أحجار في جدار المسجد الغربي ، و قد كلف المشروع (70) مليون ريال ، و هذه التوسعة السعودية الأولى هي أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف منذ بنائه . 
أما التوسعة الثانية فقد نفذت في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ و هي عبارة عن إضافة مساحة إلى المبنى القائم من ناحية الغرب . 

توسعة خادم الحرمين الشريفين : 
هي جزء من مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة و عمارة الحرمين الشريفين ، و قد وضع ـ رحمه الله ـ حجر الأساس لهذا المشروع في 9 صفر 1405هـ ـ 20 سبتمبر 1988م و يضيف هذا المشروع مبنى جديد إلى المبنى القائم ، كما سيستفاد من مساحة سطح المسجد للصلاة التي تقدر بـ (67) ألف متر مربع للصلاة بحيث تكون مساحة المسجد بعد التوسعة ( 165000 م2 ) . 
و لقد تفردت توسعة خادم الحرمين الشريفين بما يلي : زيادة عدد مآذن المسجد من
(4 )مآذن إلى (10) مآذن بارتفاع ( 92) مترا و إضافة (65) بابا جديدا للأبواب القائمة وعددها (16) بابا ليصبح مجموع أبواب المسجد (81) بابا عدا المداخـل التي زيـدت من (7) مداخـل إلى (23) مدخلا .

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

يأتي في مقدمة أوليات نشاط المملكـة لخدمة الإسلام و المسلمين ، اهتمامها بطباعة كتاب الله طباعة صحيحة و مدققة و توزيع هذه النسخ من القران الكريم على المسلمين في جميع أنحاء العالم ، و قد أولى خادم الحرمين الشريفين هذا المشروع اهتماما خاصا حيث أمر يحفظه الله ببناء مجمع طباعي لذلك الغرض بمدينة الرسول صلى الله عليه و سلم ، 
و قد وضع حجر الأساس لهذا المشروع في شهرمحرم عام 1403هـ و افتتحه في شهر صفر 1405هـ و يتولى وزير الأوقاف و الدعوة و الإرشاد الأشراف على هذا المجمع ، و يرمى المشروع إلى العديد من الأهداف يأتي في مقدمتها طباعة القران الكريم بأحجام و نوعيات مختلفة بطاقة إنتاجية مقدارها 7 ملايين نسخة سنويا ـ و تسجيل القرآن الكريم على أشرطة بأصوات المشاهير من قراء المملكة و بعض الدول الإسلامية ، و جعل المجمع مركزا علميا متخصصا في البحث في علوم القرآن الكريم . 
هيئات الإغاثة السعودية أولت المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لدعم و مؤازرة المسلمين في كل أنحاء العالم منذ عهد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ و قد قامت المملكة بتوفير هذا الدعم عبر هيئات متخصصة أنشئت لهذا الغرض نذكر منها : 
- هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية
- الندوة العالمية للشباب الإسلامي 
- مؤسسة الحرمين الشريفين 
- الهيئة السعودية لجمع التبرعات
- جوانب التنمية و النهضة الحديثة

إن عظمة الأمم تقاس بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع و ليس بالشعارات و أدبيات التنظير المختلفة ، و تعد المملكة العربية السعودية بحق متفردة في هذا الشأن بين نظيراتها من الدول الحديثة . 
فقد قيض الله سبحانه و تعالى لها قادة مخلصين من أبنائها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز الذين تم على أيـديهم ما نلمسه و نعيشه و ننعم به من استقرار و رخاء و أمان و نهضة تنموية شاملة في مناحي حياتنا الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية .و هنا بعض الجوانب التنموية الملموسة و التي تمثل النهضة الحديث للمملكة العربية السعودية : ـ 

الصناعة : 
أولت الدولة القطاع الصناعي أهمية كبيرة أسهمت إسهاما أساسيا بشكل واضح خلال خطط التنمية الخمس الماضية ، حيث ازدهر القطاع الصناعي ، و أكبر دليل على ذلك التطور تضاعف نسبة إسهام القطاع الصناعي في الناتج المحلى ، حيث كان ذلك الإسهام قبيل بداية خطة التنمية الأولى 1389هـ / 1969م لا يتجاوز 2.5% فقط بينما قفزت تلك النسبة لتصل في العام 1415هـ / إلى حوالي 50.4% ، 
و تعزى هذه القفزة في حصة النشاط الصناعي في الناتج الوطني إلى دعم الدولة لهذا القطاع ، و يتضح مدى ذلك الدعم فيما صرفته الدولة ولا تزال من قروض داعمة للنشاط الصناعي حيث أنشأت الدولة لهذا الغرض صندوق التنمية الصناعي السعودي الذي أسهم إسهاما أساسيا في دعم المشاريع الصناعية في القطاع الخاص ، و قد ارتفع الدعم الحكومي لتلك المشاريع الصناعية من 35 مليون ريال مع نهاية فترة خطة التنمية الأولى 1395هـ / 1974م إلى 19.49 بليـون ريال في العام 1415هـ / 1416هـ ، و قد استثمر هذا الدعم في إقامة مشاريع نهضة صناعية مذهلة إذ تضاعف رأس المال المستثمر في الصناعة إلى حوالي 55 ضعفا خلال الفترة من 1390هـ إلى 1415 ـ 1416هـ . 

التجارة : 
من البديهي أن هذا التطور و النمو الصناعي للمملكة العربية السعودية سينعكس إيجابا على التجارة سواء تجارة الصادرات أو الواردات ، فالمقارنة 
غير واردة أصلا بين الحركة التجارية في المملكة عند تأسيسها و ما وصلت له اليوم ، فقد تحولت التجارة في هذه البلاد من تجارة محدودة موسمية ( تعتمد بشكل كبير على موسم الحج مثلا ) إلى تجارة تقوم على أسس اقتصادية ثابتة هي بالأصح ثمرة لما وصلت إليه المملكة من تنمية شاملة في شتى المجالات الصناعية و الزراعية و البشرية ، و يلاحظ نمو الصادرات بشكل مضطرد في الخمس و العشرين سنة الماضية أي منذ بداية خطة التنمية الأولى ، فبينما كانت قيمتها في عام 1390ـ1391هـ 1970م حوالي (10.9) بليون ريال قفزت قيمتها في العام 1415هـ 1994م حوالي ( 159.6) بليون ريال ـ و هذا يؤكد حقيقة تحول المملكة من دولة مستوردة لمعظم احتياجاتها إلى دولة مكتفية ذاتيا ، بل و مصدرة للفائض عن ذلك الاحتياج في بعض السلع و المنتجات . 

الزراعة و الأمن الغذائي : 
حظيت الزراعة بنصيب وافر من رعاية و اهتمام الدولة بهذا القطاع الحيوي والإستراتيجي وإن ما تحقق في هذا المجال يعد إحدى العلامات البارزة التي تميزت بها التجربة التنموية السعودية بل بالأحرى أحد الإنجازات الخارقة التي أذهلت المراقبين و الدارسين و المتتبعين لماضي و حاضر هذه البلاد، فقد استطاعت الدولة بتخطيطها السليم و استقرائها الناضج لمتطلبات العصر الحديث و بدعمها السخي لهذا القطاع و بما يشبه المعجزة تحويل الصحارى القاحلة المقفرة في قلب جزيرة العرب إلى جنة وارفة الظلال وفيرة الغلال و في زمن قياسي لا يتجاوز ربع القرن . 
و من مظاهر اهتمام الدولة و رعايتها لهذا القطاع إنشائها لوزارة الزراعة و المياه منذ بداية تأسيس المملكة العربية السعودية لتتولى مهمة التخطيط و التنفيذ للمشاريع الزراعية و المائية و قد قامت الدولة بإنشاء السدود و حفر الآبار الارتوازية و توزيع الأراضي على المزارعين و استصلاح الأراضي ثم جاءت وثبة الزراعة وقمة تطورها في عهد خادم الحرمين الشريفين ـيحفظه الله ـ عندما بدأت المملكة تطبق نظرية الاكتفاء الذاتي الغذائي خاصة من القمح و بعض المحاصيل الغذائية الأخرى و أقيمت المشروعات الزراعية الكبرى لذلك وأنشئت الشركات الزراعية ، وزاد الإنتاج و عم الازدهار الزراعي و الغذائي الكثير من مناطق المملكة . 
و قد أسست الدولة في عام 1392هـ /1972م المؤسسة العامة لصوامع الغلال و مطاحن الدقيق بهدف توفير جو من الاستقرار لأسعار الغلال .

الرعاية الصحية : 
تسعى الدولة جاهدة إلى توفير الرعاية الصحية مجانا للمواطنين من خلال مستشفيات الـدولة التي تتولى إدارتها و تشغيلها وزارة الصحة و بعض الهيئات العلمية كالجامعات و مراكز الأبحاث ، و قد تطورت الخدمات و التجهيزات الصحية بالمملكة ،
و ظهرت بشكل متميز في منطقة الشرق الأوسط كما أن هذه الخدمات أصبحت تضاهى مثيلاتها في الدول المتقدمة ، و قد حظي القطاع الصحي برعاية الدولة و اهتمامها فنالت الخدمات الصحية ما ناله غيرها من المرافق في المملكة من تطور و ازدهار ، فقد زاد عدد المستشفيات في المملكة من (47) مستشفى عام 1390هـ / 1970م إلى (175) مستشفى عام 1415ـ1416هـ / 1995م ، كما قفز عدد المراكز الصحية من ( 519) إلى (1725) مركزا في الفترة نفسها ، فيما زاد عدد الأطباء أيضا في الفترة المشار إليها من ( 789) إلى ( 15476) وتهتم الدولة حاليا بربط مستشفيات المملكة بالمستشفيات و المراكز الصحية العلمية 
بشبكة خاصة مـن الاتصالات التي يستطيع بواسطتها الأطباء السعوديون و الباحثون متابعة أعقـد وأدق العمليات و التعرف على أحدث التقنيات الطبية ، وقد حققت مستشفيات المملكة خاصة مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض و المستشفى العسكري ومستشفى الملك فهد تطوراً مذهلا في هذا المجال ، حيث أجريت بها وعلى أيدي أطباء سعوديين العديد من العمليات التي تكللت بالنجاح مثل عمليات القلب المفتوح و زراعة الكبد و غيرها من العمليات المعقدة . 
وفى مجال الرعاية الاجتماعية تولي الدولة جل اهتمامها للفئات الاجتماعية من المجتمع السعودي المحتاجة إلى ذلك ، و تقوم وزارة العمل و الشئون الاجتماعية ممثلة في وكالة الوزارة للشئون الاجتماعية بالدور الرئيسي في ذلك ، و يشمل نشاطها رعاية ذوى الظروف الخاصة من أبناء المجتمع السعودي كالعجزة و المسنين و الأيتام و المعاقين و الأحداث . 

التعليـم
ظل التعليم هدفا رئيسا من الأهداف التي سعى الملك عبد العزيز و أبناؤه من بعده على تحقيقها لأبناء المملكة و محاولة تعميمه مجانا لأهل هذه البلاد ، و قد أدرك قادة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز حتى الوقت الحاضر أن تعليـم أبناء المملكة و بناتها هو الثروة الحقيقية والدعامة الأساسية لبناء دولة قوية مسلمة عصرية . 
وقد تطور التعليم تدريجيا حسب إمكانات البلاد الاقتصادية و البشرية ، و لكنه خطا خطوته الواعدة منذ تولى الأمير فهد بن عبد العزيز أول وزارة للمعارف في المملكة ، وقتها بدأت تظهر ملامح السياسة التعليمية وأسسها التي كانت النواة للنهضة التعليمية المذهلة التي نعيشها في هذا الوقت ، و يقوم التعليم في المملكة على العديد من الأسس العامة والتي نخص أهمها بما يلي :

توكيد التوجه الإسلامي الصحيح للتعليم ،وإبراز القيم الإسلامية ، توكيد التعليم على الإيمان بالله ربا و بالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا و نبيا ، التطور الإسلامي للكون و الإنسان و الحياة وأن الكون كله خاضع لمشيئة الله تعالى ، الحياة الدنيا مرحلة إنتاج و عمل يستثمر فيها المسلم طاقاته عن إيمان وهدى للحياة الأبدية الخالدة في الدار الآخرة ، الرسالة المحمدية هي المنهاج الأقوم للحياة الفاضلة ، العمل بالقيم العليا التي جاء بها الإسلام لقيـام حضارة إنسانية راشدة ، الإيمان بالكرامة الإنسانية التي قررها القـران الكريم.
تهيئـة الفرص أمـام الطالب و الطالبة للإسهام في تنمية و تطور المجتمع الذي يعيش فيـه .

الإفادة من التنمية التي شارك فيها ، تقرير حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها ويعدها لمهمتها في الحياة على أن يتم ذلك بحشمة ووقار . 
كما تتضمن سياسة التعليم أسساً مهمة أخرى تتلخص في تنمية روح الولاء لشريعة الإسلام _ النصيحة لكتاب الله وسنة رسوله بصيانتهما ورعاية حفظهما وتعهد علومهما و العمل بما جاء فيهما ، تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته و يشعر بمسؤليته لخدمة بلاده و الدفاع عنها . 

 التطور الأمني : 
من الحقائق البديهية المسلم بها أن الأمن و التنمية صنوان لا يفترقان ، فكما يقال : لا تنمية بدون استقرار ولا استقرار بدون أمن ، و قد تنبهت المملكة العربية السعودية لهذه الحقيقة منذ بدايات إنشائها ـ و لقد أولت المملكة هذه المسألة جل اهتمامها ممثلة في وزارة الداخلية التي تضطلع بالدور الأساسي و الرئيسي في حفظ الأمن و العمل على تعميمه و المحافظة على راحة وطمأنينة المواطنين و المقيمين ، و قد تضافرت العديد من العوامل التي أسهمت فيما وصلت إليه من أمن و استقرار يضرب به المثل ، 

و من هذه العوامل :

حرص المملكة ممثلة في قياداتها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز و حتى عهد خادم الحرمين الشريفين على تطبيق الشريعة شريعة الله و أحكامها خاصة ما يتعلق منها بالمسائل الجنائية و الحزم في ذلك مما أدى إلى تقليل دوافع الانحراف و الجريمة ، و أشعر المارقين و العابثين بصرامة التطبيق في الأحكام الشرعية . 


الاتصالات في المملكة العربية السعودية : 
أولت الدولة اهتماما خاصا لقطاع الاتصالات فكان أحد أهداف خطط الدولة التنموية ، و قد نفذت وزارة البريد و البرق و الهاتف مشروعات ضخمة في هذا المجال فارتبطت المملكة بالعالم عن طريق الأقمار الاصطناعية أو الكوابل البحرية و المحورية ، كما أنشأت الوزارة مركزا للمعلومات الهاتفية يعمل بواسطة الحاسب الآلي مقره الرياض ، و قد تطورت خدمة الاتصالات خاصة في المدن الكبيرة ففي الرياض مثلا يوجد ( 17) مقسما للهاتـف الآلي أكثر من (2.5) مـليون خـط ، إضافة إلى هواتف العملة و خطوطها ـ وأولت الدولة الخدمة الهاتفية اهتماماً واضحا في مكة المكرمة ، حيث مئات الآلاف من الحجاج و العمار الذين يفدون إلى المدينة المقدسة في موسم الحج و العمرة فعممت بها الخدمة الهاتفية و أنشأت مئات من هواتف العملة في المدينة و في المشاعر . هذا إضافة إلى شبكات الهاتف الجوال التي بلغ عدد خطوطها ما يقارب الخمسة ملايين . 

تحلية المياه المالحة و تطورها:
كان توفير المياه الصالحة للشرب يشكل معضلة رئيسة في جزيرة العرب قبل العهد السعودي الزاهر ، و قد تحسنت خدمات المياه في عهد الملك عبد العزيز و ابنه الملك سعود ، حيث تمكنت الدولة من مواجهة المشكلة بعدة وسائل كحفر الآبار الارتوازية ، و تجميع مياه العيون في بعض الأودية و نقلها إلى المدن ، و لكن مع زيادة النمو السكاني و العمراني في المملكة كانت الوسائل السابقة غير مجدية 
، لذا بدأت المملكة العربية السعودية في الأخذ بأحدث أساليب تنقية المياه المالحة و هو تحويل مياه البحر إلى مياه عذبة فأنشئت عام 1389هـ محطتين لذلك في الوجه و ضبا على ساحل البحر الأحمر . و نتيجة لنجاح هذه المحطات تم إنشاء محطة لتحلية المياه في جدة عام 1390هـ / 1970م . 


الرياضة و الثقافة : 
تولى المملكة اهتمام كبيرا بالرياضة و الشباب و النشاط الثقافي بكل أنواعه ، لذا أنشئت الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تطورت من مديرية عام 1394هـ / 1974م لتتولى المسؤولية عن النشاطات الرياضية و الاجتماعية و الثقافية ، و قد شهدت الرياضة السعودية تطورا باهرا في عهد خادم الحرمين الشريفين و حققت نجاحا كبيرة خاصة كرة القدم 
السعودية حيث حصلت على كأس أمم آسيا (3) مرات ( 1984ـ 1988 ـ 1996 ) لذا فقد امتلكت الكأس إلى الأبد . كما حصل منتخب المملكة للشباب على كأس العالم للشباب عـام 1989م ، و قد حصلت أيضا على كأس دورة الخليج لعام 1996م . 
وأذهل فريق المملكة المراقبين في مسابقة كأس العالم عام 1994م بالرغم من وصوله البطولة لأول مرة فقد قدم مستوى باهرا صعد به الفريق إلى دور أل 16 . 
و في المجال الفني و الثقافي فقد حققت الرئاسة العامة لرعاية الشباب نجاحا ملموسا ، فقد أنشئت الأندية الأدبية التي يبلغ عددها حاليا (12) ناديا ، كما أنشئت الجمعية العربية السعودية للثقافة و الفنون التي لها (فروع في مدن المملكة . و تحرص الدولة على تشجيع الحركة الثقافية حيث تقيم معظم المناطق ( الإمارات ) الآن جائزة للتفوق العلمي مثل جائزة الأمير محمد بن فهد و غيرها من الجوائز المماثلة خاصة في الرياض و أبها و الباحة و مكة المكرمة و تبوك و غيرها من المناطق . 
أما المهرجانات الثقافية و التراثية فيأتي في مقدمتها المهرجان الوطني للتراث و الثقافة و المعروف بالجنادرية ، الذي تطور من سباق للهجن إلى مؤسسة ثقافية متميزة تستقطب كل عام نخبة من المفكرين و المثقفين من العالم العربي و الإسلامي و الغربي ليتناقشوا في المسائل الثقافية المعاصرة. 

1 comment:

  1. نوفر في دار رعاية المسنين الاهتمام بما يدعم الراحة و السعادة لكبار السن لتجدوا ايضا دار مسنين بمصر الجديدة و شكل الرعاية المتاحة عن طريق جليسة مسنين في دار مسنين بمدينة نصر كل هذا جعلنا دائما الاختيار الامثل و تجدوا في دار مسنين بالمعادي الخدمة الاكبر علي الاطلاق

    ReplyDelete